*بيان إلى الرأي العام*
تخليدا للذكرى الأولى لانطلاق حراك قبائل أيتوسى حول الأرض وصيانة العرض في 10 غشت 2022، وانسجاما مع حقوقها التاريخية والشرعية والقانونية الثابتة لها في أراضيها السابقة على الاستعمار والموروثة عنه، والمعترف بها ضمن وثائق تقسيم الحدود بين القبائل الصحراوية بالمنطقة.
أبت قبائل أيتوسى إلا أن تجسد أروع صور الثبات على المبدأ، من خلال تحصين حراكها من أجل الأرض والعرض عن طريق نهجها الترافع القانوني ضد التحفيظ الجائر والاستثمار الغاصب.
فبعد اغتصاب المحافظة العقارية بكلميم لمساحة تقدر ب 150000 هكتار خلال فترة الحجر الصحي جراء جائحة وباء كورونا سنة 2020، في خرق سافر للقانون واستغلال فترة الحجر الصحي، تلتها محاولة ثانية بطرح ستة مطالب تحفيظ كيدية للاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي قبائل أيتوسى تقدر بأزيد من 300000 هكتار، بسند ملكية ضعيف يتمثل في شهادة إدارية تدعي بوقوع المساحات المذكورة ضمن الملك الخاص للدولة…
وفور علمها بالموضوع بادرت قبائل أيتوسى بإطلاق حراكها المبارك للتصدي لمصادرة أراضيها
والدفاع عن حقوقها الشرعية والتاريخية والقانونية لملكية أراضيها، باعتبارها من ذوي الحقوق.
فمنذ عام كامل قامت قبائل أيتوسى بحراك عارم يشعل اليوم شمعته الثانية، بعد سنة حافلة بالنضال السلمي والترافع القانوني بقيادة لجان الأرض وتنسيقية الأطر تحت شعار:
*أرض أيتوسى خط أحمر* في مختلف المحطات النضالية الميدانية ابتداء من وقفة أسا يوم 10 غشت 2022، والمحبس في 4 شتنبر 2022، ولبيرات في 23 أكتوبر 2022، مرورا بجولة الترافع المؤسساتي لدى الأحزاب السياسية والهيئات الحقوقية والنقابية وحماية المال العام بمدن الرباط والدار البيضاء ومراكش أيام 5 و 6 و 7 نونبر 2022.
كما قامت جالية قبائل أيتوسى بدول المهجر بتنظيم وقفات احتجاجية سلمية بباريس أمام مقر سفارة المملكة بفرنسا، وببروكسيل أمام مقر الاتحاد الأوروبي، وباللوكسمبورغ أمام مقر البرلمان الأوروبي.
وقد جسدت الوقفات الاحتجاجية لقبائل أيتوسى داخل المغرب وخارجه مطالبها بخصوص رفضها البات والمطلق لمصادرة أراضيها تحت يافطة التحفيظ الجائر لصالح أملاك الدولة، ونهب مقدراتها وتسليمها للشركات الأجنبية المتعددة الجنسيات تحت يافطة الاستثمار الغاصب بمباركة السلطات الإقليمية لأسا الزاك والولائية لجهة كلميم واد نون، وبعض المنتخبين المنتفعين من بيع الأرض وتسليمها للأجانب.
وخلال سنة كاملة، لم تتلق قبائل أيتوسى أي عرض من قبل السلطات المختصة لفتح حوار معها بشأن أراضيها، بل جسدت السلطات بمعية بعض المنتخبين النافذين بشكل مفضوح نواياها الخبيثة تجاه الساكنة والأرض وبذلت ما في وسعها من جهود ومؤامرات لاختلاق أعيان مزورين، وفعاليات ممسوخة لشرعنة سيطرتها على الأرض من خلال عشاء لقاء الخميس الأسود بالإقامة الرسمية لعامل أسا الزاك بتاريخ 10 نونبر 2022، فخاب سعيها وسُفهت أحلامها وفشلت مخططاتها الآثمة.
كما مارست قبائل أيتوسى حقوقها التي يمنحها لها القانون فقدمت تعرضاتها في كل مطالب التحفيظ الجائر أمام مصالح المحافظة العقارية بكلميم، وقامت بالتعرض الميداني بمنطقة “مزيريكة” بتاريخ 5 شتنبر 2022 أمام اللجنة المختصة بالتحديد الإداري، ورابطت لجان الأرض مدعومة بعموم قبائل أيتوسى بنقاط التحديد الإداري بمنطقتي “مزيريكة” و “فيظة السدرة” طيلة مدة التحديد الإداري المعلنة مدته في 60 يوما، منذ 5 شتنبر إلى غاية 24 نونبر 2022، وأثبتت بالملموس عدم قيام مصالح المسح الطبوغرافي بعملية التحديد الإداري طبقا للقانون، وقدمت محضر مفوض قضائي بمثابة معاينة للوقائع.
كما استكملت كافة الإجراءات اللازمة قانونا لحماية أراضي قبائل أيتوسى من التحفيظ الجائر، وقدمت مذكرة مطلبية مرفقة بملف ضخم يحمل بين طياته آلاف الوثائق التي تثبت ملكيتها وحيازتها وتصرفها في أراضيها، وأثبتت ملكيتها التاريخية والشرعية والقانونية لها.
وأمام فشل إدارة المحافظة العقارية في الاستيلاء على أراضي قبائل أيتوسى، تفاجأ الرأي العام بتعنت المحافظ على الأملاك العقارية بكلميم من الامتناع عن استلام رسوم الوجيبة القضائية، وعسكرة محيط المحافظة العقارية بكلميم وإغلاق مقرها في وجه المتعرضين، واستعمال القوة العمومية لتفريق المتعرضين بالعنف، والذين ينتمون لفئة متقاعدي القوات المسلحة الملكية الذين أفنوا زهرة شبابهم في الدفاع عن حوزة الوطن ووحدة أراضيه، خلال معارك حرب التحرير التي قدمت فيها قبائل أيتوسى قوافل الشهداء والمعطوبين وضحايا الحرب، تاركين وراءهم آلاف الأرامل والأيتام والأسر المكلومة…
وخلال عام كامل من نضال قبائل أيتوسى حول الأرض وصيانة العرض، لم تدخر السلطات الإقليمية لأسا الزاك والولائية لجهة كلميم واد نون جهدا في تسخير القوات العمومية من أجل جر قبائل أيتوسى إلى المواجهة، وافتعال المسببات وتدبيج التقارير لإظهارها بمظهر الخارج عن القانون واتهامها بالانفصال والعمالة وخدمة أجندات الخصوم، وهي تهم تبرأ منها قبائل أيتوسى من منطلق التاريخ الجهادي والكفاحي لأبنائها منذ جيش التحرير إلى اليوم، وبشهادة الوقائع اليومية لحراك ملتزم بالقانون، ومنضبط عن الانزلاق للعنف والتوتر.
حراك ملهم لكل القبائل الصحراوية التي حذت حذو قبائل أيتوسى، واستلهمت تجربتها المتفردة والغير مسبوقة في التاريخ الحديث والمعاصر والراهن للحركات الاحتجاجية بالبلاد.
حراك تكسرت على صموده والتزامه كافة مخططات المتآمرين وتجار الأزمات ومختلقي النخب وكتبة التقارير الكيدية والمغلوطة.
كما قامت قبائل أيتوسى بمكاتبة ملك البلاد حفظه الله، والتوجه لجلالته بتظلم واستعطاف في الموضوع؛ بينها وبين الإدارة الترابية ومن يدور في فلكها من المنتخبين والشركات الأجنبية الموعودة بالاستثمار على أراضي قبائل أيتوسى، ضدا على إرادتها وفي غياب حضورها في تنكر تام لحقوقها التاريخية والشرعية والقانونية في أراضيها الموروثة عن الآباء والأجداد.
كما توجت قبائل أيتوسى مسارها الترافعي بطرح قضية الطعن في امتناع المحافظ على الأملاك العقارية بكلميم عن تسلم وجيبة الرسوم القضائية لدى أنظار المحكمة الإدارية بأكادير، بعد إثبات/ معاينة واقعة الامتناع عن طريق مفوض قضائي، وقد حدد تاريخ 13 شتنبر 2023 كموعد لجلستها الأولى.
إلى جانب ذلك، أغدقت الإدارة الترابية للجهة والإقليم على تجار الأزمات من المنبطحين والمتساقطين اللاهثين وراء السراب بعطايا ومناصب أعوان السلطة الحضريين والقرويين والعريفات، ومئات بطائق الإنعاش الوطني، ودعمت مشاريعهم، وسلمت مئات سندات الطلب والصفقات العمومية لهم، ظنا منها أنهم يملكون حق التصرف في الأرض، وظهرت عدة محاولات لمندسين تستهدف ضرب وحدة قبائل أيتوسى وتهدد الترابط الاجتماعي بين مكوناتها، وباءت كل محاولات السلطة وبعض المنتخبين بالفشل.
واليوم، هاهي قبائل أيتوسى عن بكرة أبيها تحيي الذكرى الأولى لحراكها من أجل الأرض وصيانة العرض في التحام تام بين مكوناتها، والتفاف كامل حول ممثليها الشرعيين أعضاء لجان الأرض بمعية تنسيقية الأطر للاستشارة القانونية والتتبع والمواكبة، وتنسيقية جالية قبائل أيتوسى بدول المهجر، في إصرار لا يحيد، وعزم لا يلين على حماية أراضي قبائل أيتوسى من التحفيظ الجائر والاستثمار الغاصب، باعتماد منهج واحد ووحيد وهو الترافع القانوني والاحتجاج السلمي لتحصين أراضيها، وعدم التفريط في شبر واحد منها مهما كلفهم ذلك.
وبهذه المناسبة، وتجسيدا لروح صمود الحراك السلمي والمتواصل، تعلن قبائل أيتوسى للرأي العام الوطني والدولي ما يلي:
– تشبثها بحقها في أراضيها السابقة على الاستعمار والموروثة عنه طبقا للوثائق التاريخية والشرعية والقانونية.
– تشبثها بلجان الأرض وتنسيقية الأطر وتنسيقية الجالية ممثلين لها، ومرافعين عن حقها في أراضيها من التحفيظ الجائر والاستثمار الغاصب.
– إدانتها لسياسة صم الآذان التي تنهجها السلطات منذ عام كامل دون جدوى.
– إشادتها بنضالات لجان الأرض وتنسيقية الأطر وتنسيقية الجالية بالمهجر، وثباتها على المبدأ وتشبثها بحقوقها في أراضيها، في إطار الحق والقانون وفي ظل دولة المؤسسات.
– مطالبتها الدولة المغربية بوضع حد لممارسات الإدارة الترابية والمجالس المنتخبة في ملف الأرض.
– إشادتها بتلاحم أبناء قبائل أيتوسى بالداخل والخارج حول الأرض وصيانة العرض.
– إشادتها بنضالات حرائر قبائل أيتوسى بالداخل والخارج.
– تبرؤها من المنتخبين الضالعين في مؤامرات ملف الأرض.
– إشادتها بترافع وسائل الإعلام المحلية والجهوية والوطنية حول قضية أرض ايتوسى.
– إدانتها لتواطؤ بعض الجسم الإعلامي الوطني عن تسليط الضوء على قضية أرض ايتوسى.
– تأكيدها للرأي العام الوطني والدولي مواصلة نضالها المشروع، وترافعها القانوني عن حق قبائل أيتوسى في أراضيها طبقا للقانون.
– تحذيرها الشركات المتعددة الجنسيات والمستثمرين المغاربة من مغبة التورط في تنزيل مشاريعها واستثماراتها على أراضي قبائل أيتوسى في غياب موافقتها وضدا على إرادتها.
– مطالبتها الحكومة المغربية بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق على الأرض، والوقوف على الأعطاب التنموية وتبديد المال العام والموارد العمومية بإقليم أسا الزاك، ومحاسبة المتورطين من مسؤولين منتخبين، وترتيب الجزاءات تبعا لذلك.
– تأييدها لمبادرة جالية قبائل أيتوسى بدول المهجر بتوكيل محام دولي خبير بمجال العقار للترافع القانوني الدولي.
– تضامنها مع كافة القبائل الصحراوية التي تتعرض أراضيها للمصادرة خارج إطار القانون.
– تشبثها بشعار حراك قبائل أيتوسى حول الأرض وصيانة العرض *”أرض ايتوسى خط أحمر”*
– دعوتها كافة الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والهيئات الحقوقية الوطنية والدولية وهيئات حماية المال العام وكافة الديمقراطيين والفضلاء من فعاليات وطنية ودولية إلى التدخل لمنع مصادرة أراضي قبائل أيتوسى ضدا على إرادتها وخارج إطار القانون.
وختاما نقول لعرابي التحفيظ العقاري الجائر والاستثمار الغاصب من سلطات ومنتخبين ومنبطحين ومتساقطين أرواحنا ونفوسنا وأعراضنا وأموالنا وأهلونا دون أراضينا.
*نحن لا نستسلم؛ ننتصر أو نموت.*
*#أرض_ايتوسى_خط_أحمر#*
*عن قبائل أيتوسى*
*أسا في 10 غشت 2023.

